فصل: فصل في المحلى بأل من هذا الحرف‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


‏[‏ص 166‏]‏

4903 - ‏(‏شهر رمضان شهر اللّه‏)‏ يعني الصوم عبادة قديمة ما أخلى اللّه أمة من افتراضها عليهم ورمضان مصدر رمض احترق من الرمضاء فأضيف إليه الشهر وجعل علماً ومنع من الصرف للتعريف والألف والنون فالتسمية واقعة على المضاف والمضاف إليه وأما خبر من صام رمضان فمن باب الحذف لأمن الإلباس ذكره الكشاف ‏(‏وشهر شعبان شهري‏)‏ أي أنا سننت صومه ‏(‏شعبان المطهر‏)‏ بالبناء الفاعل أي للذنوب ‏(‏ورمضان المكفر‏)‏ للذنوب أي صومه مكفر لها والظاهر أن المراد الصغائر‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخ دمشق ‏(‏عن عائشة‏)‏ ورواه باللفظ المذكور الديلمي أيضاً فعزوه إليه أولى‏.‏

4904 - ‏(‏شهر رمضان يكفر ما بين يديه‏)‏ من الخطايا ‏(‏إلى شهر رمضان المقبل‏)‏ يعني يكفر ذنوب السنة التي بينهما أي الصغائر كما تقرر‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏فضائل رمضان عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

4905 - ‏(‏شهر رمضان‏)‏ أي صيامه ‏(‏معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلى اللّه إلا بزكاة الفطر‏)‏ أي بإخراجها إلى مستحقيها والظاهر أن ذلك كناية عن توقف قبوله على إخراجها‏.‏

- ‏(‏ابن شاهين في ترغيبه والضياء‏)‏ في المختارة ‏(‏عن جرير‏)‏ بن عبد اللّه أورده الجوزي في الواهيات وقال‏:‏ لا يصح فيه محمد بن عبيد البصري مجهول‏.‏

4906 - ‏(‏شهيد البر يغفر له كل ذنب‏)‏ عمله من الكبائر والصغائر ‏(‏إلا الدَّين‏)‏ بفتح الدال وشدها ‏(‏والأمانة‏)‏ أي التي كانت عنده وخان فيها أو لم يوصلها إلى مستحقها أو قصر في الإيصاء فيها ‏(‏وشهيد البحر يغفر له كل ذنب‏)‏ عمله من الكبائر والصغائر ‏(‏والدَّين‏)‏ أيضاً بالفتح ‏(‏والأمانة‏)‏ ‏[‏ومغفرة الدين والأمانة تكون بتحمل الله لهما وإرضاء خصومه في الآخرة كما ورد في شرح الحديث 4953‏.‏ دار الحديث‏]‏

فإنه أفضل من شهيد البر لكونه ارتكب غررين في دين اللّه عزّ وجلّ‏:‏ ركوبه البحر المخوف وقتال أعدائه، قال الحافظ ابن حجر‏:‏ وفي معنى الدين جميع التبعات المتعلقة بالعباد‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث الموهبي عن طالوت بن أدهم عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي ‏(‏عن عمة النبي صلى اللّه عليه وسلم‏)‏ عبارة ابن القيم عن بعض عمات النبي صلى اللّه عليه وسلم وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه والأمر بخلافه فقد عزاه في الفردوس وغيره إلى ابن ماجه من حديث أنس مرفوعاً قال ابن حجر‏:‏ وسنده ضعيف وقال جدنا الأعلى للإمام الزين العراقي‏:‏ وفيه يزيد الرقاشي ضعيف‏.‏

4907 - ‏(‏شهيد البحر مثل شهيدي البرّ‏)‏ أي له من الأجر ضعف ما لشهيد البر كما ذكره ‏(‏والمائد في البحر‏)‏ الذي يدور رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالموج ‏(‏كالمتشحط في دمه في البرّ‏)‏ أي له بدوران رأسه من الأجر مثل ‏[‏ص 167‏]‏ ما لشهيد البر من الأجر بقتله ‏(‏وما بين الموجتين في البحر كقاطع الدنيا في طاعة اللّه‏)‏ أي له من الأجر في تلك اللحظة مثل أجر من قطع عمره في طاعة اللّه ‏(‏وإن اللّه عزّ وجلّ وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهداء البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم‏)‏ بلا واسطة فاللّه هو القابض لجميع الأرواح لكن لشهيد البحر بلا واسطة ولغيره بواسطة ملك الموت ‏[‏ قال القرطبي‏:‏ لا تنافي بين قوله تعالى ‏{‏قل يتوفاكم ملك الموت‏}‏ وقوله ‏{‏توفته رسلنا‏}‏ وقوله ‏{‏تتوفاهم الملائكة‏}‏ وقوله ‏{‏اللّه يتوفى الأنفس حين موتها‏}‏ لأن إضافة التوفي إلى ملك الموت لأنه المباشر للقبض وللملائكة الذين هم أعوانه لأنهم يأخذون في جذبها من البدن فهو قابض وهم معالجون وإلى اللّه لأنه القابض على الحقيقة وقيل‏:‏ يقبض ملك الموت الروح ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أو إلى ملائكة العذاب‏.‏‏]‏

‏(‏ويغفر لشهيد البرّ الذنوب كلها إلا الدَين‏)‏ بفتح الدال ‏(‏ويغفر لشهيد البحر الذنوب كلها والدَين‏)‏ على ما سبق تقريره‏.‏

- ‏(‏ه طب‏)‏ كلاهما من رواية قيس بن محمد الكندي عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي قال الزين العراقي‏:‏ وعفير بن معدان ضعيف جداً‏.‏

4908 - ‏(‏شوبوا مجلسكم‏)‏ أي اخلطوه وفي رواية مجالسكم ‏(‏بمكدر اللذات الموت‏)‏ تفسير لمكدر اللذات أو بدل منه وذلك لأنه يمنع من الأشر والبطر والانهماك في اللذات والاستغراق في الضحك والتمادي على الغفلات ويقصر الأمل ويرضي بالقليل من الرزق ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ويهون المصائب وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر مرفوعاً في صحف موسى عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن أيقن بالنار كيف يضحك ولمن أيقن بالقدر كيف ينصب ولمن رأى سرعة تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏ذكر الموت عن عطاء‏)‏ ابن أبي مسلم ‏(‏الخراساني‏)‏ البلخي مولى المهلب بن أبي صفرة بضم المهملة ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال‏:‏ مرّ النبي صلى اللّه عليه وسلم بمجلس قد استعلاه الضحك فذكره قال الحافظ العراقي‏:‏ ورويناه في أمالي الخلال من حديث أنس وقال‏:‏ لا يصح‏.‏

4909 - ‏(‏شوبوا شيبكم بالحناء فإنه أسرى لوجوهكم وأطيب لأفواهكم وأكثر لجماعكم، الحناء‏)‏ أي نوارها الذي يسمى تمرحنا ‏(‏سيد ريحان أهل الجنة‏)‏ في الجنة ‏(‏الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان‏)‏ أي خضاب الشعر به يفرق بين الكفار والمؤمنين فإن الكفار لا يتخضبون به بل بالسواد‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه من حديث المسدد بن علي الأملوكي الحمصي عن عبد الصمد بن سعيد عن عبد السلام بن العباس عن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد اللّه الثقفي الدمشقي عن إبراهيم عن أيوب الدمشقي عن إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي عن أبي عبد الملك الأزدي ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه من لا يعرف‏.‏

4910 - ‏(‏شيئان لا أذكر فيهما‏)‏ أي عندهما ‏(‏الذبيحة والعطاس هما مخلصان للّه‏)‏ أي بذكره فيقال عند الذبح بسم اللّه واللّه أكبر ولا يقال واسم محمد ولا وصلى اللّه على محمد وكذا العطاس فلا يقال الحمد للّه رب العالمين والصلاة على محمد‏.‏ ‏[‏فيقال عند الذبح ‏"‏بسم الله والله أكبر‏"‏ ولا يقال ‏"‏واسم محمد‏"‏ ولا ‏"‏وصلى الله على محمد‏"‏، وكذا العطاس، فلا يقال ‏"‏الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد‏"‏ ‏(‏ومن هنا يتبين كراهة اختراع الأدعية لغير العلماء، لما قد يدخلها من المخالفات‏.‏ أما ما ورد عن الكثير من الصحابة من الأدعية التي أقرهم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلعلمهم وصحة عقيدتهم، وكذلك وردت أدعية عن الكثير من أهل البيت ومن المجتهدين والعلماء، وليس الملائكة كالحدادين‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏فر‏)‏ من حديث الحسن بن أبي جعفر عن نهشل عن الضحاك ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ والحسن هذا قال الذهبي‏:‏ ضعفوه ‏[‏ص 168‏]‏ ونهشل هذا قال ابن راهويه‏:‏ كان كذاباً ورواه عنه ابن لال أيضاً ومن طريقه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه له لكان أولى‏.‏

4911 - ‏(‏شيبتني هود‏)‏ أي سورة هود ‏(‏وأخواتها‏)‏ أي وأشباهها من السور التي فيها ذكر أهوال القيامة والعذاب والهموم والأحزان إذا تقاحمت على الإنسان أسرع إليه الشيب في غير أوان قال المتنبي‏:‏

والهم يخترم الجسم مخافة * ويشيب ناصية الصبيّ ويهرم

قال الزمخشري‏:‏ مرّ بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب وأصبح أبيض الرأس واللحية كالثغامة فقال‏:‏ أريت القيامة والناس يقتادون بسلاسل إلى النار ‏[‏ قال ابن عباس‏:‏ ما نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم آية كانت أشق ولا أشد من قوله تعالى ‏{‏فاستقم كما أمرت‏}‏ ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه حين قالوا أسرع إليك الشيب قال‏:‏ شيبتني هود إلخ‏.‏‏]‏

فمن هول ذلك أصبحت كما ترون‏.‏

- ‏(‏طب عن عقبة بن عامر وأبي جحيفة‏)‏ بالتصغير وهب بن عبد اللّه‏.‏

4912 - ‏(‏شيبتني هود وأخواتها الواقعة والحاقة وإذا الشمس كورت‏)‏ يعني أن اهتمامي بما فيها من أحوال القيامة والحوادث النازلة بالأمم الماضية أخذ مني مأخذه حتى شبت قبل أوان الشيب خوفاً على أمتي‏.‏

- ‏(‏طب عن سهل بن سعد‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب انتهى فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب‏.‏

4913 - ‏(‏شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت‏)‏ لما فيها من ذكر الأمم وما حل بهم من عاجل بأس اللّه فأهل اليقين إذا تلوها انكشفت لهم من ملكه وسلطانه وبطشه وقهره ما تذهل منه النفوس وتشيب منه الرؤوس فلو ماتوا فزعاً لحق لهم لكن اللّه لطف بهم لإقامة الدين‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الشمائل ‏(‏ك‏)‏ في التفسير ‏(‏عن ابن عباس ك‏)‏ في التفسير ‏(‏عن أبي بكر‏)‏ الصديق قال‏:‏ قلت يا رسول اللّه أراك قد شبت فذكره قال في الاقتراح‏:‏ إسناده على شرط البخاري ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص وفيه سفيان بن وكيع قال الذهبي‏:‏ ضعيف وقال الدارقطني‏:‏ موضوع وقال المصنف في الدرر‏:‏ بل حسن‏.‏

4914 - ‏(‏شيبتني هود‏)‏ أي سورة هود ‏(‏وأخواتها‏)‏ أي وما أشبهها مما فيه من أهوال القيامة وشدائدها وأحوال الأنبياء وما جرى لهم ‏(‏قبل المشيب‏)‏ لأن الفزع يورث الشيب قيل أوانه إذ هو يذهل النفس فتنشف رطوبة البدن وتحت كل شعرة منبع ومنه يعرق فإذا نشفت رطوبته يبست المنابع فيبس الشعر فابيض كالزرع الأخضر إذا لم يسق فإنه يبيض وإنما يبيض شعر الشيخ لذهاب رطوبته ويبس جلدته فلما فزع قلب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من ذلك الوعيد والهول نشف ماء منابته فشاب قبل الأوان‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن أبي بكر‏)‏ الصديق‏.‏

4915 - ‏(‏شيبتني هود وأخواتها من المفصل‏)‏ أي وما أشبهها منه مما اشتمل على الوعيد الهائل والهول الطائل الذي يفطر الأكباد ويذيب الأجساد قال تعالى ‏{‏يوماً يجعل الولدان شيباً‏}‏ وإنما شابوا من الفزع‏.‏

- ‏(‏ص عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن عمران‏)‏ بن الحصين‏.‏

‏[‏ص 169‏]‏ 4916 - ‏(‏شيبتني هود وأخواتها الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل‏)‏ قال العلماء‏:‏ لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع والوعيد الشديد لاشتمالهن مع قصرهنّ على حكاية أهوال الآخرة وعجائبها وفظائعها وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة كما مر وهو من أصعب المقامات وهو كمقام الشكر إذ هو صرف العبد في كل ذرة ونفس جميع ما أنعم اللّه به عليه من حواسه الظاهرة والباطنة إلى ما خلق لأجله من عبادة ربه بما يليق بكل جارحة من جوارحه على الوجه الأكمل ولهذا لما قيل للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم وقد أجهد نفسه بكثرة البكاء والخوف والضراعة‏:‏ أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‏؟‏ قال‏:‏ أفلا أكون عبداً شكوراً، ومن العجب أن قوله تعالى ‏{‏وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً‏}‏ ربما فهم منه من لم يتأمّل أن فيه رجاءً عظيماً وهيهات فقد شرط تعالى للمبالغة في رحمته أربع شروط‏:‏ التوبة والإيمان الكامل والعمل الصالح ثم سلوك سبيل المهتدين من مراقبة اللّه وشهوده وإدامة الذكر والإقبال على اللّه بقاله وحاله ودعائه وإخلاصه‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

4917 - ‏(‏شيبتني هود وأخواتها‏)‏ من كل سورة ذكر فيها الاستقامة ‏(‏وما فعل اللّه بالأمم قبلي‏)‏ من عاجل بأس اللّه الذي قطع دابرهم وإنما شيبه ذلك مع عصمته وتحقيقه أن الحق لا يمكر به لأن المقرب ولو بالغ في الاستقامة يمنعه الأدب مع اللّه أن يشهد في نفسه أنه وفى بالأمر بحيث لم يبق بعده درجة يمكن صعودها بل المقرب أولى بشدة الخوف ممن سواه لأن من خصائص حضرات القرب شدة الخوف لكمال التجلي بالهيبة وكلما زاد القرب زاد الخوف ومن ادّعى مقام التقريب مع الإدلال على اللّه فما عنده خبر من التقريب‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن محمد بن علي مرسلاً‏)‏ هو ابن الحنفية‏.‏

4918 - ‏(‏شيبتني هود وأخواتها ذكر يوم القيامة وقصص الأمم‏)‏ أي ما فيها من ذكر أهوال القيامة وقصص الأمم السابقة وإهلاكهم بالمسخ والقذف والقلب وغير ذلك‏.‏

- ‏(‏عم في زوائد‏)‏ كتاب ‏(‏الزهد‏)‏ لأبيه ‏(‏وأبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏في تفسيره‏)‏ للقرآن ‏(‏عن أبي عمران الجوني مرسلاً‏)‏ بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون عبد الملك بن حبيب ضدّ العدوّ الأزدي أو الكندي أحد علماء البصرة‏.‏

4919 - ‏(‏شيطان‏)‏ أي هذا الرجل الذي يتبع الحمامة شيطان ‏(‏يتبع شيطانة‏)‏ أي يقفو أثرها لاعباً بها وإنما سماه شيطاناً لمباعدته عن الحق وإعراضه عن العبادة واشتغاله بما لا يعنيه وسماها شيطانة لأنها أغفلته عن ذكر الحق وشغلته عما يهمه من صلاح الدارين والعناية في قوله ‏(‏يعني حمامة‏)‏ مدرجة للبيان‏.‏ قال في المطامح‏:‏ يحتمل اختصاصه بذلك الرجل ويحتمل العموم لأنه من اللهو ومن فعل أهل البطالة فيكره اللعب بالحمام تنزيهاً لأنه دناءة وقلة مروءة ويجوز اتخاذها لفراخها وأكلها والأنس بها‏.‏

- ‏(‏د ه‏)‏ في الأدب وكذا البخاري في الأدب المفرد ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ رأى رسول اللّه ‏[‏ص 170‏]‏ صلى اللّه عليه وسلم رجلاً يتبع حمامة فذكره ‏(‏ه عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏وعن عثمان‏)‏ بن عفان ‏(‏وعن عائشة‏)‏ قال المناوي‏:‏ فيه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي فيه خلاف‏.‏

4920 - ‏(‏شيطان الردهة‏)‏ بفتح فسكون‏:‏ النفرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل قلة الرابية ‏(‏يحتذره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب راع للخيل علامة سوء في قوم ظلمة‏)‏ قال في مسند الفردوس‏:‏ يعني ذا الثدية الذي قتله علي كرم اللّه وجهه يوم النهروان اهـ‏.‏

- ‏(‏حم ع ك عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

*2*  فصل في المحلى بأل من هذا الحرف‏.‏ ‏[‏أي حرف الشين‏]‏ـ

4921 - ‏(‏الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات‏)‏ يريد أنه كلما كثر الغنم في البيت كثرت البركة فيه لما فيها من البركة والارتفاق بالدر والنسل ومن كثر منها كثر له ومن قلل قلل له‏.‏

- ‏(‏خد عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين رضي اللّه تعالى عنه، وفيه صفدي بن عبد اللّه قال في الميزان‏:‏ له حديث منكر قال العقيلي‏:‏ لا يعرف إلا به ومتنه الشاة بركة ثم ساقه إلى آخر ما هنا‏.‏

4922 - ‏(‏الشاة بركة والبئر‏)‏ في البيت ونحوه ‏(‏بركة والتنور‏)‏ يخبز فيه الخبز ونحوه ‏(‏بركة والقداحة‏)‏ أي الزناد ‏(‏بركة‏)‏ في البيت لشدة الحاجة إليها واستحالة الاستغناء عنها‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة زفر الأصفواني من حديث أحمد بن نصر الزارع عنه عن محمد بن حرب عن داود المحبر عن معدي عن قتادة ‏(‏عن أنس‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن الخطيب خرجه وأقره والأمر بخلافه بل أعله فقال‏:‏ الزارع ليس بحجة اهـ‏.‏ وقال ابن الجوزي والذهبي‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ الزارع كذاب دجال وداود المحبر قال أحمد والبخاري‏:‏ لا شيء وقال الذهبي‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ كان يضع ومعدي قال ابن حبان‏:‏ لا يجوز الاحتجاج به وقال يحيى‏:‏ ليس بشيء انتهى وبه يعرف أن سند الحديث عدم‏.‏

4923 - ‏(‏الشاة من دواب الجنة‏)‏ أي أن الجنة فيها شياه وأصل هذه منها أو أنها تكون يوم القيامة في الجنة‏.‏

- ‏(‏ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏خط عن ابن عباس‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح وزرني أحد رواته قال ابن حبان‏:‏ يروي ما لا أصل له‏.‏

4924 - ‏(‏الشام صفوة اللّه من بلاده إليها يجتبي‏)‏ أي يفتعل من جبوت الشيء وجبته إذا جمعته ‏(‏صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطةٍ ومن دخلها من غيرها فبرحمةٍ ‏)‏ ‏[‏ مقصوده الحث على سكناها وعدم الانتقال منها لغيرها لا أن من تركها وسكن بغيرها يحل عليه الغضب‏.‏

وليس الحديث على إطلاقه، بل المقصود‏:‏ أولا بيان فضل السكن فيها، كما ورد في أحاديث أخرى بلغت حد التواتر‏.‏ وثانيا‏:‏ تنبيه الخارج منها إلى زيادة التدقيق في سبب خروجه وإلى تفتيش حاله مع ربه ومع الخلق حيث أنه، بناء على فضلها المذكور، فإنه يقل احتمال الخروج منها إلى أفضل منها، فإن خرج إلى أقل فضلا منها فلا يخلو عن نقص حصل له، وإليه المشار بقوله ‏"‏فبسخطة‏"‏، والله أعلم‏.‏ دار الحديث‏]‏

قال عيسى عليه السلام حين نزل دمشق‏:‏ لن يعدم الغني أن يجمع فيها كنز ولن يعدم المسكين أن يشبع فيها خبزاً وقال هرم بن حيان لأويس القرني‏:‏ أين تأمرني أن ‏[‏ص 171‏]‏ أكون فأومأ إلى الشام فقال‏:‏ كيف المعيشة بها‏؟‏ قال‏:‏ أفٍّ لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها الموعظة‏.‏ <فائدة>

قال العارف البطائحي‏:‏ رأيت الشيخ أبا البيان والشيخ رسلان مجتمعين بجامع دمشق فسألت اللّه أن يحجبني عنهما وتبعتهما حتى صعدا أعلى مغارة الدم وقعدا يتحدثان وإذا بشخص أتى كأنه طائر في الهواء فجلسا بين يديه كالتلميذين فسألاه عن أشياء منها هل على وجه الأرض بلد ما رأيته قال‏:‏ لا، قالا‏:‏ هل رأيت مثل دمشق قال‏:‏ لا، وكانا يخاطبانه يا أبا العباس فعرفت أنه الخضر‏.‏

- ‏(‏طب ك عن أبي أمامة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عفير بن معدان وهو ضعيف‏.‏

4925 - ‏(‏الشام أرض المحشر والمنشر‏)‏ أي البقعة التي يجمع الناس فيها إلى الحساب وينشرون من قبورهم ثم يساقون إليها، وخصت بذلك لأنها الأرض التي قال اللّه فيها ‏{‏باركنا فيها للعالمين‏}‏ وأكثر الأنبياء بعثوا منها فانتشرت في العالمين شرائعهم فناسب كونها أرض المحشر والمنشر‏.‏

- ‏(‏أبو الحسن بن شجاع الربعي‏)‏ بفتح الراء والموحدة التحتية نسبة إلى ربيعة بن نزار ‏(‏في فضائل الشام عن أبي ذر‏)‏‏.‏

4926 - ‏(‏الشاهد‏)‏ المذكور في قوله تعالى ‏{‏وشاهد ومشهود‏}‏ هو ‏(‏يوم عرفة‏)‏ أي يشهد لمن حضر الموقف ‏(‏ويوم الجمعة‏)‏ أي يشهد لمن حضر صلاته ‏(‏والمشهود هو اليوم الموعود يوم القيامة‏)‏ لأنه يشهده أي يحضره جميع الخلائق من إنس وجنّ وملائكة وغيرهم لفصل القضاء، وسيأتي في حديث آخر الكتاب ما يعارض ذلك‏.‏

‏[‏قوله‏:‏ وسيأتي في حديث آخر الكتاب ما يعارض ذلك‏:‏ أي الحديثين رقم 10030 و 10031 وفيهما‏:‏ اليوم الموعود يوم القيامة ‏.‏‏.‏‏.‏ والشاهد يوم الجمعة ‏.‏‏.‏‏.‏ والمشهود يوم عرفة‏.‏ والدليل ضعيف على المعارضة مع هذين الحديثين، بل فيهما زيادة في الخبر‏.‏ ودليل ذلك أنه كما أضفى صفتين ليوم القيامة في هذا الحديث، وهو علي شرط الشيخين، بقوله ‏"‏والمشهود هو الموعود يوم القيامة‏"‏، فالأمر مثله ليوم عرفة‏:‏ فهو الشاهد كما ورد في هذا الحديث، وهو أيضا المشهود كما ورد في الحديثين الآخرين، ولا مانع من ذلك‏.‏ فلا تعارض، والله أعلم‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏ك‏)‏ في التفسير ‏(‏هق عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

4927 - ‏(‏الشاهد‏)‏ أي الحاضر ‏(‏يرى ما لا يرى الغائب‏)‏ قال ابن جرير‏:‏ أراد رؤية القلب لا العين أي الشاهد للأمر يتبين له من الرأي والنظر فيه ما لا يظهر للغائب لأن الشاهد للأمر يتضح له ما لا يتضح للغائب عنه‏.‏

- ‏(‏حم عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين قلت‏:‏ يا رسول اللّه أكون لأمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب‏؟‏ قال‏:‏ بل الشاهد إلخ ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب وكذا الديلمي ‏(‏عن أنس‏)‏ رمز المصنف لصحته وأصله قول العامري في شرح الشهاب‏:‏ صحيح‏.‏ قال السخاوي‏:‏ في هذا الثا ‏[‏هكذا في الأصل، ولعله ‏"‏في هذا الثاني‏"‏، أي الديلمي، والله اعلم‏.‏ دار الحديث‏.‏‏]‏

ابن لهيعة‏.‏

4928 - ‏(‏الشباب شعبة من الجنون‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ يعني أنه شبيه بطائفة من الجنون لأنه يغلب العقل ويميل صاحبه إلى الشهوات، غلبة الجنون والشعبة من الشيء ما تشعب منه أي تفرَّع كغصن الشجرة وشعب الجبل ما تفرق من رؤوسها وقال العامري‏:‏ الشباب حداثة السن وطراوته ومنه قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأم سلمة الصبر يشب الوجه أي يوقد لونه ونضرته والشعبة القطعة من الشيء فبالعقل يعقل عواقب الأمور والجنون يسترها والشاب لم يتكامل عقله فينشأ منه خفة وحدة فحذر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من العجلة وحث على التثبت وفيه إيماء للعفو عن الشباب ‏(‏والنساء حبالة‏)‏ وفي رواية حبائل ‏(‏الشيطان‏)‏ أي مصائده والحبالة بالكسر ما يصاد به من أي شيء كان وجمعه حبائل أي المرأة شبكة يصطاد بها الشيطان عبيد الهوى فأرشد لكمال شفقته على أمته إلى الحذر من النظر إليهن والقرب منهن وكف الخاطر عن الالتفات إليهنّ باطناً ما أمكن وتقدم خبر اتقوا الدنيا والنساء فخصهنّ لكونهنّ أعظم أسباب الهوى وأشد آفات الدنيا‏.‏

- ‏(‏الخرئطي في‏)‏ كتاب ‏(‏اعتلال القلوب‏)‏ وكذا التيمي في ترغيبه ‏(‏عن زيد بن خالد ‏[‏ص 172‏]‏ الجهني‏)‏ رمز المصنف لحسنه ورواه أبو نعيم في الحلية وابن لال عن ابن مسعود والديلمي عن عقبة وكذا القضاعي في الشهاب قال شارحه العامري‏:‏ صحيح‏.‏

4929 - ‏(‏الشتاء ربيع المؤمن‏)‏ لأنه يرتع فيه في روضات الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه القلب في رياض الأعمال فالمؤمن فيه في سعة عيش من أنواع طاعة ربه فلا الصوم يجهده ولا الليل يضيق عن نومه وقيامه كالماشية تربع في زهر رياض الربيع قال العسكري‏:‏ إنما قال الشتاء ربيع المؤمن لأن أحمد الفصول عند العرب فصل الربيع لأن فيه الخصب ووجود المياه والزرع ولهذا كانوا يقولون للرجل الجواد هو ربيع اليتامى فيقيمونه مقام الخصب والخير كثير الوجود في الربيع‏.‏

- ‏(‏حم ع عن أبي سعيد‏)‏ الخدري رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن اهـ وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال‏:‏ لا يصح‏.‏

4930 - ‏(‏الشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام‏)‏ وفي رواية فصامه فقامه فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم يقوم للتهجد والأوراد بنشاط فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراكه وظائف العبادات فيكمل له دينه وراحة بدنه بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وحره يغلب فيه النوم فلا يتوفر فيه ذلك وهذا الحديث كالشرح لما قبله‏.‏

- ‏(‏هق عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ورواه القضاعي في الشهاب وزعم العامري أنه صحيح‏.‏

4931 - ‏(‏الشحيح‏)‏ أي البخيل الحريص على ما سبق بما فيه ‏(‏لا يدخل الجنة‏)‏ مع هذه الخصلة حتى يطهر منها إما بتوبة صحيحة في الدنيا أو بالعفو أو بالعذاب وحقيقة الإنسان عبارة عن روح ونفس وقلب وإنما سمي القلب قلباً لأنه يميل تارة إلى الروح ويتصف بها فيفوز ويفلح فيدخل صاحبه الجنة وإذا اتصف بصفة النفس أظلم فكان مقراً للشح فخاب وخسر فلا يدخل الجنة حتى يطهر من دنسه‏.‏

- ‏(‏خط في كتاب البخلاء عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي‏.‏

4932 - ‏(‏الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل‏)‏ أي أن يعمل الطاعة لأجل أن يراه ذلك الإنسان أو يبلغه عنه فيعتقده أو يحسن إليه سماه شركاً لأنه كما يجب إفراد اللّه بالألوهية يجب إفراده بالعبودية‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الرقاق ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي‏.‏

4933 - ‏(‏الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل‏)‏ في رواية النملة بالإفراد لأنهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب ومن وقف مع الأسباب فقد اتخذ من دونه أولياء فلا يخرج عنه المؤمن إلا بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من رب الأرباب وأشار بقوله ‏(‏على الصفا‏)‏ إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم فإنه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثر في نفوسهم كما لا يؤثر دبيب النمل على الصفا بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردتها صلابة قلوبهم باللّه‏.‏